الذهب في الذاكرة الولاتية / عال ولد المرواني_باحث
تتوسط مدينة ولاته حواضر الصحراء المتاخمه لبلاد السودان: تنبكتو وتيشت، والتى كانت فى العصر الوسيط محطات للقوافل الوافده من الشمال والمنطلقه من بلاد السودان.
وكان لامبراطورية غانه السبق فى انتاج هذا المعدن النفيس وتوزيعه من معادنها : بوري ،بانبوك وكالام.
وتميز التبادل بمجمله بالتبر بين العامه بينما كان نصيب الامبراطور الذهب الصلب الخام اوما يعرف ب Les pepites.
ومن اهم رحلات الحج السودانيه رحلة حج المنسي موسي الاسطوريه التى كانت ولاته احدى محطات عبورها1325م والتى اغرق فيها السوق المشرقيه بالذهب، اذ كان دخوله القاهره المملوكيه يوما مشهودا اخرج الحرائر من خدورها.
و قبل فى كوبي صالح عاصمة غانه والتى يبدوا انها تصحيف لكلمة غنى، كان الامبراطور يربط فرسه بصخرة من ذهب، هذه الروايه سمعناها شفاها من كبار السن، ولعلها كانت مستقاة من المصادر المغربيه، من كتاب الاستبصار فى عجائب الامصار لمؤلف مجهول (تحقيق سعد زغلول عبد الحميد(الدار البيضاء 1987. ص.221).
وتشير بعض المصادر بانتظام قوافل محملة بالذهب بين تمبكتو عبر ولاته وجبل لمتونه الى مراكش قوام الواحدة منها ثلاثمائة بعير فى القرن 9ه/15م وقد قدر الاثري ريمون مونى اوزان الشحنات بستة اطنان سنويا.
وقد خلف مسار هذه القوافل تسميات اماكن منها:
بير الذهب شمال شرق ولاته، وخنق الذهب شمال غرب تيشيت، واقليم جنوب الصحراء وادى الذهب.
وظلت ورشات صياغة الذهب منتعشة بولاته حتى 19م، اذ انبهر الرحاله الالمانى هنري بارت الذى زار المنطقه1855 م بجودة صياغة الذهب فى تنبكتو مشيرا الى انه لا يعدوا كونه محاكاة لتقاليد ولاته الراسخه فى صياغة الذهب.
هذا الذهب السودان من اصنافه: قطع الذهب الخام الاصفر او الصفائح، التبر او دقيق الذهب، المول او الجيد واللين عند الصياغه، الجنيه او الذهب الاحمر
ويذكر ابن امبوجه فى تاريخه :فتح الرب الغفور: اشارة عن تازخت الحاضره المندثره على بعد الميلين غرب ولاته بقوله:
وبتازخت يلتقط الذهب حتى اليوم…..
وتفيد بعض المصادر المغربيه انه فىعهد تاشفين بن على، و قرب تاقرارت توجد دار لسك الدينار المرابطى بمدينة ولاته، وهى غير تاكرارت المحاذيه لتلمسان بالجزائر.
ان هذا الكم الهائل منالمعلومات الشفويه ينبغى ان يوظف فى مشروع للبحث الاثري فى هذه الحواضر، ويقينا اننا سنتحصل على معلومات وءاثار ستساهم حتما فى اثراء الممتلكات الثقافيه الوطنيه.