خذو هواتف أبنائكم قبل الذهاب إلى النوم/د.مصطفى افاتي

خذوا هواتف أبنائكم قبل الذهاب إلى النوم:

وسائل التواصل الإجتماعي تخاطب غرائزنا قبل عقولنا:

إياكم أن تعتقدوا بأنكم تحسنون صنعا حينما توفرون لأبنائكم هواتف ذكية وراقية وتوفرون لهم الرصيد ويختلون بهواتفهم منقطعين عن محيطهم الداخلي .
سترونهم يضحكون ولكنكم تجهلون تماما ما الذي يضحكهم وسر سعادتهم…..!
الغريزة البشرية قوية والنفس أمارة بالسوء والأطفال والشباب تسوقهم غرائزهم وهواياتهم بدون موضوعية ولا تعقل ، لاتتركون بناتكم ينامون مع هواتفهم ….سيقولون سنراجع عليها، سيقولون نلتهي بها قبل النوم.
عندما تربطون الأطفال والشباب بالعالم الخارجي فإنكم تدفعون بهم إلى غرف مظلمة، سيكتشفون فيها أشخاصا لايقدمون نافعا، أناسا غالبا مايبحثون عن الشهرة عن طريق المجون والأفعال والأقوال الشاذة وطريقة اللبس والخداع التي تغري الشابات والشباب.
تأخذ وسائل التواصل الإجتماعي جل وقتنا وتصدنا عن القراءة الجادة والمطالعة المفيدة.
سألت طلابي ذات يوم: كم من الوقت تأخذ منكم هواتفكم ؟ فكان الجواب صادما. بعضهم وصل إلى درجة الإدمان. ينام على هاتفه ويستيقظ عليه حتى قبل ان يصلي، بعضهم يتصفح الصور والفيديوهات وهو في غرفته حتى يسقط الهاتف على وجهه من شدة النعاس.
يختلون بأشخاص عن طريق البث المباشر في حوار ماجن بالصوت والصورة، إنها مدمرة لعقول الشابات والشباب…….ونحن نلبي رغباتهم بشراء الهواتف والرصيد كل وقت.
في مجتمعنا المحافظ – حتى الآن- حيث ليمكن لشاب ان يعانق شابة في الشارع وان لايختلي بها في جو مشبوه أمام أعين الناس، فإنهما يقومان بذلك عن طريق الهاتف.
لاندرك حجم المأساة التي نعيش والضرر الكبير الذي نحضره لأبنائنا. يسهرون مع الهاتف حتى الصباح ويجدون صعوبة في الذهاب إلى المدرسة ومتابعة الأستاذ أثناء الدرس.
إحدى الطالبات قالت في نقاش حول الموضوع: أمي تطلب مني هاتفي لتضعه بجانبها عند الساعة العاشرة في الليل وقبل أن أذهب إلى النوم، فأضع بجانبها غطاء الهاتف وأذهب بالهاتف إلى غرفتي وأتصل بصديقاتي نسهر معا.
إنه موضوع هام وخطير وهانحن نستسلم أمام طلبات أطفالنا وإشباع رغباتهم وغرائزهم.

راقبوا هواتف أبنائكم وخذوهم منهم قبل الذهاب إلى غرفة النوم.
إفتحوا معهم نقاشات بناءة وصريحة دون خجل من التطرق للمواضيع الصادمة وإن لم تفعلوا فإنهم سيكتشفونها عن طريق أشخاص آخرين يقدمون دروسا مجانية وحوارات تغري لكنها سامة وخطيرة.
من صفحة د. مصطفى افاتي

زر الذهاب إلى الأعلى