لماذا تنفق هوليود ملايين الدولارات لإنتاج فيلم سينمائي واحد؟

كلف إنتاج بعض أفلام هوليود أكثر من 350 مليون دولار، وهذا الرقم الضخم يفوق بكثير الميزانيات السنوية لبعض دول العالم. فلماذا تُنفق كل هذه الملايين على فيلم لا يتجاوز ساعتين؟

الإجابة الأولى التي تخطر في بالنا هي رواتب المشاهير ونجوم العمل، وفي بعض الأفلام قد نعتقد أن المبلغ الأكبر قد ينفق على مواقع التصوير والمؤثرات، لكن فيمَ تنفق بقية الملايين؟ ولماذا تصل تكلفة إنتاج بعض الأفلام إلى هذه الأرقام الضخمة؟ وأيضًا، ما الأفلام التي أنفقت عليها أعلى الميزانيات على الإطلاق؟

أغلى أفلام هوليود

نقدم لكم أغلى 7 أفلام أنتجتها هوليود على الإطلاق، وفقًا لأرقام قائمة موقع “هاي سنوبايدي” (Highsnobiety) الترفيهي وحسب قائمة “آي إم دي بي” (IMDb) المتخصص بتقييمات الأفلام والمسلسلات:

  • “المنتقمون: عصر ألترون” – 365 مليون دولار

كلف فيلم “المنتقمون: عصر ألترون” (Avengers: Age of Ultron) مبلغ 365 مليون دولار، وهذا الرقم بحساب التضخم الحالي في الولايات المتحدة يصل إلى 456 مليون دولار.

بالأساس، فإن السلسلة كلها كلفت “أستوديوهات مارفل” (Marvel Studios) كثيرا من الملايين، لكن هذا الفيلم المنتج في عام 2015 كان أكثرها كلفة.

ويعود ذلك إلى طلب الممثلين الرئيسيين أجورًا عالية بلغت 5 ملايين دولار (للممثل الواحد)، بالإضافة إلى أرباح ما بعد الإصدار. ووصل الأمر إلى تهديد هؤلاء الممثلين بترك السلسلة، فضلًا عن استخدام كثير من المواقع الدولية، والكاميرات على الطائرات من دون طيار. وقد نجح الفيلم في حصاد نحو 1.3 مليار دولار في شباك التذاكر في أنحاء العالم.

  • “فرقة العدالة” – 300 مليون دولار

ضمن سلسلة “المنتقمون”، كلف فيلمها “فرقة العدالة” (Justice League) المنتج في عام 2017 ميزانية وصلت إلى 300 مليون دولار، وهو ما يبلغ 362 مليون دولار عند حساب التضخم اليوم، لكن الفيلم نجح في تحقيق رقم أكبر في شباك التذاكر بلغ 657 مليون دولار.

  • “جون كارتر” – 263.7 مليون دولار

فيلم “جون كارتر” (John Carter) المنتج في عام 2012 كلف إنتاجه 263.7 مليون دولار، بالإضافة إلى 42.9 مليون دولار للضرائب، وتكلفة الإنتاج بقيمة اليوم تصل إلى 339 مليون دولار.

وعلى الرغم من الموازنة الضخمة، كان الفيلم بمنزلة فشلٍ للشركة المنتجة “ديزني”، إذ استقال الرئيس السابق لأستوديوهات “والت ديزني” ريتش روس بعد شهر واحد من عرضه، حيث حقق الفيلم 284.1 مليون دولار، وهو رقم أعلى بقليل من كلفة الإنتاج.

  • “سبايدر مان 3” – 258 مليون دولار

كلف إنتاج فيلم الرجل العنكبوت “سبايدر مان 3” (Spider-Man 3) في عام 2007 نحو 258 مليون دولار، وهي تكلفة تكاد تصل إلى ضعف النسخة الأصلية للفيلم الذي أنتج في عام 2002، ونجحت نسخة عام 2007 في جلب أرباح 894.9 مليون دولار من شباك التذاكر.

  • “هاري بوتر والأمير الهجين” – 250 مليون دولار

فيلم “هاري بوتر والأمير الهجين” (Harry Potter and the Half-Blood Prince) أنتج في عام 2015، وكانت شركة “وارنر برذرز” (Warner Bros) مستعدة لدفع الملايين لإحضار سلسلة “هاري بوتر” إلى الشاشة الكبيرة، وكلفها هذا الفيلم نحو 250 مليون دولار، و345 مليون دولار بحساب التضخم الحالي. وقد جلب الفيلم لمنتجيه أرباحًا وصلت إلى 934.5 مليون دولار.

  • “أفاتار” – 237 مليون دولار

فيلم “أفاتار” (Avatar) المنتج في عام 2009 كلف إنتاجه 237 مليون دولار، أو 327 مليون دولار بحساب التضخم اليوم. وتفهم هذه الأرقام في سياق إخراج استمر 12 عامًا، وعالمٍ مُنْشأ رقميًّا، ومؤثرات ثلاثية الأبعاد. وقد حصد الفيلم أرباحًا ضخمة بلغت 2.847 مليار دولار.

  • “تايتانك” – 200 مليون دولار

كلف إنتاج فيلم “تايتانك” (Titanic) بين 120 و150 مليون دولار، بالإضافة إلى 40 مليون دولار للتأثيرات المرئية، خصوصًا في مشاهد غرق السفينة.

وإذا حسبنا هذه الأرقام بقيمة الدولار الحالية، فإنها تصل إلى 369 مليون دولار. وعلى الرغم من أن هذه الإنفاقات كانت ضخمة وقت إنتاجه أو حتى بأرقام اليوم، فإن الفيلم حقق أرقامًا هائلة في شباك التذاكر، ليصبح واحدًا من أعلى أفلام هوليود تحقيقًا للأرباح حتى اليوم بقيمة 2.202 مليار دولار.

تايتانيك
إنتاج فيلم “تايتانك” كلف بين 120 و150 مليون دولار بالإضافة إلى 40 مليون دولار للتأثيرات المرئية (مواقع التواصل)

لماذا تكلف أفلام هوليود كل هذه الميزانيات؟

انطلاقًا من هذه القائمة، سنجيب عن سؤال آخر هو: لماذا تكاليف الإنتاج تصل إلى الملايين؟

وفقًا لمقال نشرته صحيفة “ذا غارديان” (The Guardian) البريطانية في وقت سابق، تقسّم تكاليف الأفلام إلى بعض الفئات العامة، بما في ذلك السيناريو والتطوير (نحو 5% من الموازنة)، والترخيصات، ورواتب النجوم المشهورين، والتي تشمل عادةً المنتج والمخرجين والممثلين، ثم تأتي تكاليف الإنتاج الفعلية التي تشمل الرواتب المستمرة لجميع الأشخاص المشاركين في الإنتاج، والتي تستهلك نحو 25% من الموازنة.

أيضا، فإن الإنتاج ليس نهاية القصة، إذ يمكن أن تكون المؤثرات الخاصة باهظة التكلفة، لكن ذلك بالطبع يعتمد على نوع الفيلم، وأحيانًا يجب تأليف الموسيقى وتنفيذها خصيصًا لعرضها في الفيلم. وهذا فضلًا عن أعمال التسويق والتوزيع، على الرغم من أن نفقات التسويق في الغالب لا تُدرج ضمن تكلفة الإنتاج.

ويُعرف ذلك عندما تقول بعض أستوديوهات الإنتاج إنها خسرت في فيلم كلفها 100 مليون دولار وجلب 130 مليون دولار من شباك التذاكر. فعلى الرغم من 30 مليونًا الزائدة، فإنها تقول إن عملها خسر، وذلك لأنها في الغالب دفعت على التسويق والتوزيع رقمًا قريبًا أو ربما أعلى.

الصحيفة البريطانية حللت ميزانية فيلم “سبايدر مان 2” المنتج عام 2003 بتكلفة تجاوزت 200 مليون دولار، كمثال على توزيع الميزانية، مع الأخذ في الاعتبار أن الإنتاج استغرق 3 أسابيع في التصوير في مواقع مختلفة. وعلى الرغم من ذلك، فإن كتابة السيناريو والتطوير كلف نحو 10 ملايين دولار، أما الترخيص وحقوق الملكية فكلفت ضعف هذا الرقم.

في المقابل، ذهبت نحو 100 مليون دولار على الجزء الأعلى تكلفة، وهو جلسات التصوير، بينما حصل المنتجون على 15 مليونًا، وحصل المخرج على 10 ملايين دولار، أما فريق التمثيل فحصل على 30 مليون دولار، بينما ذهبت 45 مليون دولار على تكاليف توظيف وتشغيل المعدات والتصوير وباقي طاقم العمل، ووضعت 5 ملايين دولار على موازنة الموسيقى، وذلك يعني تجاوز الموازنة نحو 235 مليون دولار.

المصدر : مواقع إلكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى