المنفقة في سبيل الله عيشه منت الحاج لحسن الزيدي الداودي

والدتنا المنفقة في سبيل الله عيشه بنت الحاج لحسن الزيدي الداودي

والدتنا المنفقة في سبيل الله عيشه بنت الفقيه سيدي محمد بن سيد أحمد بن سيدي بوبكر بن الفقيه العلامة سيدي محمد بن الفقيه العلامة المحدث شيخ الشيوخ الحاج لحسن بن آغبدي الزيدي الداودي التيشيتي رحمهم الله .

تولت الإنفاق من مالها الخاص على المحظرة محظرة زوجها شيخنا محمدي بن سيدي عثمان التاكاطي الولاتي بعد وفاته رحمه الله بولاته سنة 1918 م .

عند وفاة شيخنا محمدي رحمه الله كان ولداه سيدي عثمان الملقب الداه وسيدي محمد الملقب اب صغيرين لم يبلغا الحلم. فقررت المرحومة أمهما عيشه أن يستمر عطاء المحظرة فكلفت اثنان من كبار تلامذة المحظرة كانا قد تفقها على شيخنا محمدي رحمه الله، وهما الفقيهان سيدي محمد بن عابدين بن حيب الله الكنتي من أولاد بوسيف ومحمد عبد الله بن الخرشي العلوي الشنقيطي بتدريس الطلبة وتولت هي الإنفاق على الطلبة من مالها الخاص ورفضت تورعا أن تنفق من مال أبنائها الصغار اليتامى .

وكانت رحمها الله تاجرة ثرية، تجارتها بيع الأحجار الكريمة خاصة. هذه الأحجار الكريمة التي يسميها أهل ولاته “الحب الحر” كانت تستعمل حليا للنساء وكان بيعها تجارة رائجة في ولاته والحوض في تلك الفترة. كما كانت رحمها الله تستجلب البضائع من مواد غذائية وتوابل وغيرها من مالي وتنفق منها على العيال والمحظرة تقبل الله منها .

وكانت تعير حليها لتتزين به العرائس من البنات الفقيرات في ولاته. جعل الله ذلك في ميزان حسناتها.

وكانت تتفقد المساكين في ولاته فترسل إليهم بلذيذ الأطعمة في كل وقت .

في اجتماع لبعض الولاتيين بحضور الشريف اب حسن بن سيدي محمد بن مولاي علي قال بعضهم فلان صالح ولي وقال آخر فلان صالح ولي فقال اب حسن الذي أعرفه أنا هو أن عيشه بنت الحاج لحسن صالحة ولية : يكون عيالنا في بعض الليالي بلاعشاء فترسل لنا عيشه العشاء ودائما يصادف ذلك الليلة التي لم نجد فيها مانعده للعشاء. تقبل الله منها.

وكانت تحسن على التلاميذ غاية الإحسان حتى أنها بنت دورا لبعضهم في ولاته .

وما ذكرنا من أخبارها فهو شائع متواتر عند أهل ولاته وغيرهم. تقبل الله منها ورفع درجتها في أعلى عليين. ولولا خوف الإطالة لذكرنا كثيرا من أخبارها الحسان .

وكانت كما قال الشاعر :

ولو كان النساء كمن فقدنا ** لفضلت النساء على الرجال

ولاغرو فهي سليلة أسرة العلم والفضل والدين أهل الحاج لحسن ولد آغبدي.

جدها العلامة شيخ الشيوخ الحاج لحسن ولد آغبدي. من أعيان وعلماء أولاد زيد من أولاد داود. وهو
شيخ جليل وفقيه ذائع الصيت في البلاد الشنقيطية. وقد انتهت إليه رئاسة الفقه بتيشيت فكان مفتي عصره واسع العلم كثير الطلاب نفيس التآليف. توفي رحمه الله بتيشيت سنة 1123 هجرية وقبره بها مزار مشهور.

ثم تولى التدريس والافتاء بعده ابنه العلامة سيدي محمد. وكان سيدي محمد كأبيه متفننا في كل فنون العلم. وفد إليه الطلبة من كل حدب وصوب. ثم ثار خلاف بين العلامة سيدي محمد وتلامذته مع طلبة أولاد بوفايدة بتيشيت وتطور الخلاف إلى نزاع مسلح سنة 1154 هجرية فخرج سيدي محمد وإخوته من تيشيت إلى ولاته ثم إلى باسكنو. وهم الذين أسسوا باسكنو واحترمهم الفلان وصاروا ملجأ لجميع
أولاد داود بالميرة وحفظ من أتاهم منهم من عدوه كما قال صالح بن عبد الوهاب في الحسوة .

وكان والد عيشه الفقيه سيدي محمد بن سيد أحمد بن سيدي بوبكر بن سيدي محمد بن الحاج لحسن ولد آغبدي من أهل ولاته وداره بها. وكان رحمه الله فقيها من العلماء العاملين بعلمهم نحويا لغويا أديبا لبيبا حسن الخلق والخلق مؤالفا مألوفا. حافظا لكتاب الله تعالى عارفا بقراءة ورش وقالون. وكان رحمه الله يحب الصالحين وأهل الخير لايفوته مجلس من مجالس الخير ملازما للمسجد وللصلاة في الجماعة. توفي رحمه الله بولاته سنة 1313 هجرية.

أبناؤه : محمد عبد الله والحاج لحسن ومحمد المختار وعيشه وحورية. رحمهم الله.

توفيت والدتنا عيشه بنت الحاج لحسن بولاته سنة 1945 م ودفنت مع والدها بالطارف. رحمهم الله وجعل الفردوس الأعلى من الجنة مثوانا ومثواهم.

صباري اب شيخنا

زر الذهاب إلى الأعلى