علي هامش ترشيحات حزب الإنصاف../شامتي مولاي عبد الله_عضو المكتب التنفيذي لشباب حزب الإنصاف

انطلاقاً من مصالحتي مع ضميري، وصراحةِ رأيي فيما أكتب أو أعبر عنه، وبصفتي إحدى المنتسبات الجادات إلى شباب حزب الإنصاف منذ سنوات متوالية -أتحدث عن العمل الحزبي المتراكم بغضّ النظر عن تغير الأساليب وتحوير المسمى- من العمل الدؤوب والجهد المثابِر؛ أجدني مضطرة كل الاضطرار إلى كتابة هذه الملاحظات الملحة؛ وإن كنت على يقين بأن صدى الترشيحات المعلَنَة، ما يزال في أوْجِ تأثيره، إيجاباً لدى زيد أو سلباً لدى عمرو، كما أدرك كل الإدراك أن رنين الأسماء المُشهَرة في لوائح الإنصاف على محكّ الاختبار منذ انسربت في أذهان المهتمين والفاعلين السياسيين والمواطنين المستهدفين بكل ذلك؛ وهو ما سيوضح الصورة أكثر في الأيام القادمة..

1- لقد تم اعتماد لوائح حزب الإنصاف؛ وسأتحدث هنا عن اللائحة الوطنية للشباب بوصفها منفذاً أراد به رئيس الجمهورية إشراك الشباب في العملية السياسية، لكن طريقة اختيار ممثلي الشباب في هذه اللائحة لم تلبِّ طموح الشباب في الحزب؛ ولا توقعه، وأملنا كبير في إدراك هذه الأمور، ونعول آمالاً كبيرة على رئيس الجمهورية في ذلك وما زلنا متمسكين بدعمه.. وأرفع إليه تحفظي الشديد على طريقة الاختيار في هذه اللائحة، وربما تترجم هذه اللائحة رؤية مَنْ لا يخالفون نهج رئيس الجمهورية، ولا يريدون لرؤيته في إسهام الشباب السياسي الفاعل أن تترسخ.

2- أبدي ملاحظاتي بوصفي فاعلة في الحزب؛ وعضو مكتبه التنفيذي للشباب، وأنطلق من تراكم من العمل السياسي وخلفية صلبة وقاعدة شعبية ماثلة، ولدي تربية سياسية سليمة، وأدرك كل الإدراك حدود الانضباط الحزبي وأفق التعبير وطرق التدبير في العملية الانتخابية.

3- طبيعي في الديمقراطية والانتخاب -كما في كثير من مجالات الحياة الأخرى- منطق الفوز والخسارة، لكن وفق نظام ومنهج محدد متفق عليه.. ولم نصل بعد إلى نتيجة الانتخابات -وإن كان اختيار اللوائح مقدمة لها- وعليه فإن هذه الملاحظات ليست متأثرة بهذا المنطق، بقدر ما هي تعبير عن خيبة أمل لدى شباب فاعل، خدم في حزبٍ آمنَ بمشروعه، وضحّى في سبيل تكريس رؤاه بكثير من السنوات المتتالية. وللشباب الحق في التعبير عن رأيه وفق المتعارف عليه، بعد أن عبّر عن رأيه في أطر الحزب الطبيعية، وهو رأي ربما لم يُقدّر حق قدره!

4- لا جدال أن أغلب الأسماء المعتمدة في لائحة الشباب في حزب الإنصاف كانت صادمة للمنتسبين من الشباب خصوصاً، سواء ارتبط الأمر بأسماء الأشخاص، أو بترتيبهم، أو بمعايير اختيارهم.. فكيف يُتصور أن تتفاجأ -وأنت المهتم المتابع لكل صغيرة وكبيرة في الحزب- أن أغلب المختارينَ للمنافسة في اللائحة محلّ استغراب منك ومن غيرك من الشباب.

5- كيف تغيب كل الأسماء التي كان الشباب يتداولونها في توقعاتهم في اختيار نخب الحزب الفاعلة، ويتم الزج بآخرين؛ حتى مواقع التواصل الاجتماعية الضاجة بالغث والسمين لا تعرفهم.. وجديرٌ بالذكر أن الاعتذار بحجم المجموعات وإرضاء النافذين؛ هو العذر البارز هنا، ولسنا بصدد القول بتجاهله؛ لكنه لا يبرر طريقة الاختيار الصادمة داخل حزب يُفترض أن له أطره الناضجة وأساليبه المتأنية في اختيار ممثليه.

6- طريقة الاختيار التي تمت في لائحة الشباب تدل على خلل بنيوي، و”تلقائية” سلبية، تقترب من العشوائية في اختيار الأشخاص، وهو ما لا يعبر عن حقيقة حزب الإنصاف وطموح شبابه وتفكير كوادره.

7- من نافلة القول أني لستُ هنا متحدثة باسم أحد، لكني بحكم اطلاعي وانتمائي إلى الحزب أعرف الرأي السائد، والانطباع الكاسح لدى شباب الحزب، سواء تم التعبير عن ذلك كتابة أو مشافهة أو مغاضبة صامتة.

8- عقب الطريقة التي اعتمدت في اختيار المرشحين في لائحة الشباب في الحزب؛ تَردُ كثير من نقاط الاستفهام في أذهان الشباب الحيوي في الحزب، وهي لا شك ستشوش عليهم، وهم نخبة واعية، يُعوّل عليهم في الأيام الجادة، ويدركون قيمة العمل السياسي، ولديهم رؤية ثاقبة وواضحة، تؤهلهم لاختيار الطريقة الأنسب للتفاعل مع كل جديد، وفق القوانين والنظم والأعراف الديمقراطية.

هذه ملاحظات أراها واردة في ظل هذا الواقع السياسيّ، وأعبر عنها حرصاً على مسار حزب خدمته وأخدمه، وأسعى إلى أن يظلّ معياراً للعمل السياسي الجاد، والرؤية الثاقبة، وإنزال الشباب -وكل المنتسبين- وفق جهودهم وحضورهم وقدراتهم وتجاربهم، سعياً إلى نتائج ملموسة، وحصاد مشرف.

زر الذهاب إلى الأعلى