الحدود الموريتانية المالية: رسائل سياسية وعسكرية في زيارة وفد حكومي ضم وزيري الدفاع والداخلية

على إثر الأحداث المضربة على الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي، أدى وفد حكومي “رفيع المستوى”، ضم معالي وزير الدفاع الوطني السيد حننا ولد سيدي، ومعالي وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد احمد ولد محمد الأمين، ووالى الحوض الشرقي السيد إسلمو ولد سيدي، خلال الأيام الماضية، زيارة تفقدية للقرى والتجمعات السكنية الواقعة على الشريط الحدودي في خمس مقاطعات بولاية الحوض الشرقي، حيث التقى بمجموعات من الساكنة، وتفقد جاهزية القوات المسلحة المرابطة على تلك الثغور…

وتهدف هذه الزيارة الميدانية التي شملت عاصمة بلدية افيرني في مقاطعة جكنى، ومركز بوسطيلة الإداري بمقاطعة تمبدغة، وقرية أم اعشيش بمقاطعة آمرج، وقرى حدودية بمقاطعتي عدل بكرو وباسكنو “إلى الوقوف ميدانيا على أحوال سكان هذه المناطق الحدودية، وطمأنتهم على بسط الأمن والاستقرار، وحثهم على تجنب مناطق النزاع في هذه الظرفية الإستثنائية التي تعيشها دولة مالي الشقيقة”..

وفي كلمته بالمناسبة، أكد وزير الدفاع الوطني أن الجيش الوطني قادر على تأمين الحوزة الترابية وحماية المواطن وممتلكاته، وأنه على أهبة الاستعداد التام لذلك دائما وأبدا بكل جدارة وكفاءة، مذكرا بأن هذه الزيارة تجسد الاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لسكان المناطق الحدودية.

بدوره أكد وزير الداخلية واللامركزية أن لا وجود لمشكلة سياسية ولا نزاع على الحدود بين موريتانيا ومالي، موضحا أن ما يجري من أحداث مجرد انعكاس للتوتر الأمني وعدم الاستقرار الذي تعيشه مالي منذ فترة، مطالبا بعدم نشر الإشاعات الكاذبة بين شعبين يتشاركان الجغرافيا والتبادلات التجارية.

وأشار الوزير إلى أن التنمية والاستقرار لا يمكن استمرارهما في ظل النزاعات مؤكدا أن السلطات الإدارية والأمنية مسؤولة عن تأمين المواطنين وممتلكاتهم داخل الحدود وملتزمة به، لكن تأمين المواطنين خارج الحدود يستدعي آليات أخرى، عبر الطرق الدبلوماسية التي قد لا يدرك المواطن العادي أثرها، حسب تعبيره.

ويرى مهتمون بالشأن العام الوطني أن هذه الزيارة حملت في طياتها رسائل اجتماعية تطمئن المواطنين، وتطالبهم بتوخي الحيطة والحذر من نشر الشائعات؛ كما حملت رسائل دبلوماسية للجارة مالي ببذل جهد أكبر من أجل حماية الموريتانين داخل أراضيها، فضلا عن رسائل عسكرية لأي قوة تحاول تجاوز الخط الحدودي بأن القوات الوطنية المسلحة جاهزة للدفاع والذب عنه…

في حين يرى معارضون للنظام أن الخطوة لا تخلو من رسائل سياسية ل “تلميع وجه السلطات”، في ما يشبه حملة سابقة قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة، على حده تعبير بعضهم…

وقد رافق الوفد الحكومي رئيس جهة الحوض الشرقي والقائد المساعد لأركان الدرك الوطني وقائد المنطقة العسكرية الخامسة، ومسؤولون من وزارة الداخلية واللامركزية وحكام المقاطعات كل في حيزه الجغرافي، وقادة التشكيلات الأمنية والعسكرية بالولاية…

زر الذهاب إلى الأعلى