إصدار جديد للدكتور والباحث ازيد بيه الامام حول المحظرة الشنقيطية

دخل الساحة العلمية والثقافية، كتاب “المحظرة الشنقيطية حفريات في تاريخ التعليم الإسلامي في موريتانيا” لمؤلفه الأكاديمي والباحث الموريتاني الدكتور إزيدبيه محمدنَ الإمام.

 

الكتاب مهم من نواح عديدة وتكمن أهميته في وقته أولا حيث الحديث عن المحظرة الشنقيطية والاهتمام المتزايد بها, فضلا عن كشف جوانب مهمة من تاريخها ومضمون ما تقدم للطالب والأستاذ وما تتطلع من دور ظل رافدا أساسيا للعلم وحاضنة حقيقة للعلماء في بلاد شنقيط.

 

المؤلف تحدث عن أهمية السياق الذي يأتي فيه الكتاب وهو سياق يكثر فيه الحديث عن المحظرة ودورها في المنظومة التعليمية الوطنية، وتتطاول فيه بعض الألسن على مكانة المحظرة، وتكثر فيه أيضا الأسئلة عن أهمية الجمع بين المحظرة والمدرسة النظامية في ظل الخلل الذي تعاني منه المناهج التربوية للمدرسة النظامية وسيطرة اللغة الفرنسية، والسياق الأكبر من ذلك هو البحث عن كيفية استفادة موريتانيا من “منظومة المحظرة التعليمية” وتطويرها وتحويلها إلى مركز إشعاع حضاري، تفرض به موريتانيا حضورها في المحيط الإفريقي والعربي الإسلامي، كما فرضت حضورها من قبل في المشرق الإسلامي، بخيرة علماء المحظرة الذين رفعوا اسم شنقيط عاليا في الجزيرة العربية ومصر والسودان والمغرب.

 

كتاب “المحظرة الشنقيطية حفريات في تاريخ التعليم الإسلامي في موريتانيا” الذي يقع في 175 صفحة من الحجم المتوسط, يعتبر محاولة جادة لتقريب تاريخ التعليم الإسلامي في موريتانيا ممثلا في المحظرة الشنقيطية.

 

بدأ المؤلف كتابه بمدخل تمهيدي عرّف فيه بلاد شنقيط، والحواضر والمحاظر الشنقيطية، ثم تطرق للعطاء العلمي للعلماء الشناقطة، وفصّل فيه أنواع المحاظر وبين خصائص المحظرة الشنقيطية الفريدة ومنها: الجامعية، والحرية في اختيار الطالب للمحظرة التي يريد أن يدرس بها واختيار المتن المدروس والشيخ الذي يُدرّسُه والفترة الزمنية الملائمة لدراسته، والمجانية، حيث لا يتطلب الانتساب للمحاظر شروطا ولا رسوما، فالميسورون يدرسون على نفقة ذويهم، والمعدمون يدرسون على نفقة شيخ المحظرة أو بقية الحي أو يتقاسمون مع زملائهم الميسورين.

 

ثم تحدث عن نشأة المحظرة وجذورها التاريخية وبداية النهضة العلمية في المجال الشنقيطي، والأدوار الحضارية للمحظرة، ليأتي بعد ذلك للحديث عن مسار تطور المحظرة الشنقيطية، وللمدراس الفكرية داخل المحظرة الشنقيطية.

 

الكتاب تحدث عن تاريخ المحظرة مقسما ذلك إلي مراحل ثلاثة:مرحلة ما قبل الاستعمار والمحظرة الشنقيطية في عهد الاستعمار الفرنسي وأخيرا المحظرة الشنقيطية ما بعد الاستقلال الوطني, حيث أكد أن المحظرة التي تعتبر ميزة فريدة للبلاد ومنتجا محليا خالصا، ساهمت في نشر العلم والحفاظ عليه في الصحراء الكبرى وبلاد شنقيط، وأنها بدون إجراءات فورية من الجهات الوصية فإن المحظرة التي هي إحدى أوراقنا الاستراتيجية، مهددة بالاندثار، وأن انتعاشها وتطويرها يُعيد للبلد الاعتبار والتأثير الفعال في المنطقة والجوار.

 

ويعتبر المؤلف الدكتور إزيدبيه محمدنَ الإمام، خريج محاظر عارفا بها وبكتبها ومناهجها التعليمية، كما أنه خريج المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.

 

إزيد بيه واصل دراسته العليا في جامعة سيد محمد بن عبد الله بمدينة فاس المغربية، ليتخرج بشهادة ماستر في تخصص مقاصد الشريعة، ثم أكمل دراسته في جامعة الزيتونة بتونس، وتخرج منها بأطروحته الموسومة بـ: “الأثر المقاصدي في الفتاوى الشنقيطية خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري”.

 

نقلا عن موقع السراج الاخباري

زر الذهاب إلى الأعلى