“انبويا” اسم تسمى به مجموعة من علماء ولاته المحاجيب

يحمل اسم انبويا ثلاثة علماء أجلاء كلهم من السادة المحاجيب. اثنان من أهل أحمد الولي : انبويا بن محمد بويا وابن أخيه انبويا بن باب أحمد بن محمد بويا. والثالث انبويا بن الإمام محمد عبد الله بن الإمام عمر ممه من بيت إمامة مسجد ولاته أهل الامام. ولااعلم لهم رابعا، أعني من العلماء، والله أعلم.

الفقيه القاضي انبويا بن محمد بويا بن الطالب عبد الرحمن بن الفقيه محمد بن الفقيه القاضي المدرس إمام مسجد ولاته أحمد الولي. توفي رحمه الله سنة 1221 هجرية. كان رحمه الله قاضيا عدلا مرضيا، باشر القضاء بنزاهة وعفة لايستحي من الناس في قول الحق ولاتأخذه في الله لومة لائم.

وكان عالما فقيها مدرسا ورعا متين الدين قوي اليقين فاضلا تقيا عابدا كثير الصمت قليل الكلام. ربما جلس في جماعة ويقوم منها ولم يتكلم بكلمة واحدة.

له مجموع جمع فيه نوازل بعض العلماء يعرف بمجموع انبويا، طبعه مجلس الفتوى والمظالم بأمر وإشراف من العلامة محمد المختار ولد انباله حفظه الله في فترة رئاسته للمجلس.

الفقيه القاضي القارئ بالسبع انبويا بن باب أحمد بن محمد بويا. كان رحمه الله عالما نجيبا ذكيا أديبا تقيا جامعا لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول ونحو ولغة وبيان. وكان عابدا قواما لليل. سافر في أرض التكرور ولقي كثيرا من أئمة عصره الأعلام. ولم يلق أحدا من أهل العلم الا أحبه وأعجبه وأثنى عليه.

وقرأ بالسبع على الشريف مولاي أحمد بن مولاي مشيش. وكان على صلة وثيقة بالشيخ أمير المؤمنين عمر بن سعيد الفوتي وكان الأمير يحبه ويقربه.

وكان رحمه الله سخيا كريما وصولا مهابا معظما عند الخاصة والعامة. وكان قاضيا عدلا قؤولا للحق لاتأخذ في الله لومة لائم قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. معرضا عن الهدية لايقبلها ولايلتفت إليها.

له شرح نفيس على الفريدة. وله منظومته ” بلوغ الغاية” جمع فيها اختلاف الأئمة الأربعة ومذاهبهم من خمسة آلاف وخمسمائة وخمس وخمسين بيتا.

توفي رحمه الله سنة 1277 هجرية وكان وقتها مع الشيخ أمير المؤمنين عمر بن سعيد الفوتي.
وهو جد معلمنا معلم الأجيال الذي درسنا في إبتدائية ولاته اباتي ولد انبويا رحمهم الله.

الفقيه اللغوي الشاعر المجيد انبويا بن الإمام محمد عبد الله بن الإمام عمر ممه. كان رحمه الله فقيها أصوليا نحويا لغويا بيانيا منطقيا شاعرا ناثرا بليغا حسن الشعر مجيدا مصيبا حسن الفهم ثاقب الذهن. حفظ القرآن الكريم وهو ابن ثماني سنين وعرف الحروف الهجائية في يوم أو يومين. وكان أعجوبة وقته ونادرة زمانه آية في الفهم والحفظ والذكاء.

وكان ذا فضل ودين وصلاح ولزوم طهارة وكثرة عبادة وصوم وورع. ملازما لتلاوة القرآن العظيم ولقيام الليل. وأهل بلده يحبونه كلهم متفقون على فضله. وكان سخيا جدا حسن الخلق والخلق كثير التبسم طليق الوجه.

له تواليف كثيرة مفيدة. منها شرحه لألفية ابن مالك سماه “عمدة السالك إلى ألفية ابن مالك”. ومنها نظمه في البيان سماه النخبة وشرحه المسمى “الشهدة الصريحة على النخبة المليحة”. ومنها نظمه “نزهة الألباب في علم الحساب وشرحه”. ومنها ديوان “السعادة في مدح صاحب السيادة” صلى الله عليه وسلم.

وأما أجوبته في الفقه فكادت تعم جميع أبوابه ولو جمعت ورتبت لكانت تأليفا مستقلا في النوازل.
توفي رحمه الله عام 1260 هجرية.

بقلم/صباري ولد اب ولد شيخنا

المرجع :
منح الرب الغفور للطالب بوبكر بن أحمد المصطفى المحجوبي الولاتي.

زر الذهاب إلى الأعلى