فتى: أي إصلاح للتعليم يجب أن يركز على اللغة العربية
موقع الفكر:ماهو تقويمكم لواقع التعليم في بلادنا؟
محمد يحيى بن فتى: تلك الفترة شهدت إصلاحا نادرا للتعليم ، وقد أشرف عليه الشيخ الدكتور محمد المختار بن اباه و الدكتور محمذن بن باباه وكان همنا الوحيد هو سيطرة اللغة العربية لأنها كانت في تلك الفترة تعتبر لغة أجنبية ،وقد كان الصراع حينها يتركز في إصلاح يعيد للعربية مكانتها في المناهج والشهادات، وقد استطعنا إدخال شهادة الإعدادية بالعربية إلى جانب الشهادة المزدوجة، وكذلك شهادة باكالوريا الآداب الأصلية التي مكنت كثيرا من طلاب المحاظر من دخول التعليم النظامي، وهذا ما مكّن الطاقم التربوي من الاستفادة من العديد من الطاقات والأطر المتعلمة محظريا ولم يكن ينقصها إلا القليل من التكوين المنهجي و إدخال العربية على المنظومة التعليمية واختصرنا مدة التعليم من سبع إلى ست سنوات ومكننا ذلك من إرسال العديد من الأطر من أجل التكوين في بلدان عربية مثل السعودية و العراق و سوريا و مصر وغيرها …
وسبب التراجع الحاصل الآن في التعليم هواعتماد الفرنسية، لأن الأطفال يصعب عليهم تعلم المواد العلمية بلغة غير لغتهم الأم، وهو ما سبب تقهقرا في التعليم ، و من المعلوم أن الدول لا تتقدم إلا بلغتها، فحين ننظر مثلا إلى الصين أو تركيا وغيرها، نجد أنها إنما حققت تقدما وازدهارا بسبب إصرارها على التعليم بلغاتها المحلية.
وأي إصلاح في المستقبل للتعليم يجب أن يركز على جعل اللغة العربية هي لغة التعليم، أما اللغات الأخرى فينبغي تعلمها والاستفادة منها، لكن لا تدرس بها المواد الاساسية للأطفال.
وأعتقد أن الأطفال الموريتانيين مقيدون بهذه اللغة لأنهم يستقدم لهم معلمون غير مكونين من السنغال ومالي ميزتهم أنهم يعرفون اللغة الفرنسية فقط، والأهالي يؤجرونهم تأجيرا غاليا لأنها هي اللغة الأساسية في الامتحانات نظرا لضاربها ،وأرى شخصيا أنها تسبب عرقلة أمام الأطفال ولا سيما في المراحل الأولى من التعليم والإعدادية والثانوية ،والتعليم تقدم في تلك الفترة التي كانت فيها اللغة العربية مسيطرة واللغة الفرنسية تتبعها بضارب متوسط.
والإنسان عليه أن يبدأ بنفسه كي يصل إلى محيطه الخارجي.
الفكر