الأسبرين مسكن للألم ومميع للدم.. هذه محاذير استعماله
الاسبرين يعمل عن طريق تقليل المواد في الجسم التي تسبب الألم والحمى والالتهابات. كما يستخدم الاسبرين أيضا لعلاج الألم وتقليل الحمى أو الالتهاب، ولعلاج أو منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية وآلام الصدر (الذبحة الصدرية) أحيانا.
يعدّ الأسبرين أحد الأدوية الشائعة، يستخدم في تخفيف الحمى وتسكين الألم، كما يستعمله البعض مميعا للدم. وكحال سائر العلاجات، هناك آثار جانبية للدواء وحالات لا يلائمها، فما الأسبرين؟ وما تأثيره على الجسم؟ وما البيبي أسبرين؟ وما أضراره؟ وهل هو آمن للحامل؟ وماذا عن المرضع؟
تعريف الأسبرين
الأسبرين (Aspirin) يعرف أيضا باسم حمض “أسيتيل الساليسيليك” (acetylsalicylic acid) (ASA)، وينتمي إلى مجموعة من الأدوية تسمى العقاقير غير الستيروئيدية المضادة للالتهابات (NSAIDs).
ماذا يفعل الأسبرين في الجسم؟
يستخدم الأسبرين على نطاق واسع لتخفيف الآلام الخفيفة إلى المتوسطة والالتهابات.
كما يستخدم أيضا بجرعات منخفضة (75 ملغ يوميا) لتقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية. هذه الجرعة ليس لها تأثير مسكن للألم.
يعمل عن طريق تقليل المواد في الجسم التي تسبب الألم والحمى والالتهابات، ويستخدم أيضًا لعلاج الألم وتقليل الحمى أو الالتهاب، ولعلاج أو منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية وآلام الصدر (الذبحة الصدرية) أحيانا.
يمكن استخدام الأسبرين لأمراض القلب والأوعية الدموية فقط تحت إشراف الطبيب.
ما دواعي استخدام الأسبرين؟
- تخفيف الحمى.
- تقليل الآلام الخفيفة إلى المتوسطة مثل آلام العضلات وآلام الأسنان ونزلات البرد والصداع.
- تقليل الألم والتورم في حالات مثل التهاب المفاصل.
- قد يستخدم بجرعة منخفضة لمنع تجلط الدم، مما يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
- بعد الخضوع لعملية جراحية في الشرايين المسدودة (مثل جراحة المجازة، واستئصال باطنة الشريان السباتي، والدعامات التاجية) فقد يوجه الطبيب إلى استخدامه بجرعات منخفضة كـ”مميع للدم” لمنع تجلط الدم.
متى يجب تناول الأسبرين؟
تناول الأسبرين فقط بناء على المشورة الطبية.
متى يجب عدم تناول الأسبرين؟
قبل تناول الأسبرين، أخبر طبيبك أو الصيدلي إذا كنت تعاني من الحساسية للساليسيلات (salicylates)، أو لمسكنات الألم الأخرى أو خافضات الحرارة (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين)، أو إذا كان لديك أي حساسية أخرى.
يمنع استخدام هذا الدواء إذا كنت تعاني من حالات طبية معينة.
قبل استخدام هذا الدواء، استشر طبيبك أو الصيدلي إذا كنت تعاني من:
- اضطرابات النزيف أو تخثر الدم، مثل الهيموفيليا
- نقص فيتامين ك
- انخفاض عدد الصفائح الدموية
عموما، يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية مناقشة تناول الأسبرين مع طبيبهم قبل تناوله:
- الحمل أو الحمل المحتمل، التخطيط للحمل أو الرضاعة الطبيعية.
- حساسية من الأسبرين أو مكوناته، الساليسيلات أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
- مشاكل في المعدة، خاصة بوجود تاريخ من نزيف معدي معوي.
- اضطراب التخثر.
- الربو.
- أنيميا الفول (عوز نازعة هيدروجين الغلوكوز-6-فوسفات) (Glucose-6-phosphate dehydrogenase deficiency).
الأسبرين ممنوع على الأطفال
يجب ألا يتناول الأطفال والمراهقون الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما الأسبرين إذا كانوا مصابين بجدري الماء أو الإنفلونزا أو أي مرض أو إذا تلقوا لقاحا في المدة الأخيرة، ففي هذه الحالات يزيد تناول الأسبرين من خطر الإصابة بمتلازمة “راي”، وهو مرض نادر ولكنه خطير. أخبر طبيبك على الفور إذا لاحظت تغيرات في السلوك مع الغثيان والقيء، قد تكون هذه علامة مبكرة على متلازمة “راي”.
ومتلازمة “راي” هي مرض خطير يصيب الأطفال عادة أثناء تعافيهم من عدوى فيروسية مثل الإنفلونزا أو جدري الماء، وهي تصيب الجسم كله، إلا أن ضررها على الدماغ والكبد أشد وأخطر، وتكون قاتلة في بعض الحالات.
وقد تظهر أعراضها بعد أسبوع من أعراض المرض الفيروسي مثل الإنفلونزا وجدري الماء أو حتى الزكام، وعادة ما تصيب الأطفال من 4 أعوام إلى 12 عاما، ولكنها قد تصيب الأطفال والمراهقين في أعمار أخرى أيضا.
بيبي أسبرين (Baby Aspirin)
ويجب التنبيه إلى أن “بيبي أسبرين” هو أسبرين يأتي في جرعة منخفضة ويعطى للبالغين لتقليل مخاطر إصابتهم ببعض الأمراض مثل الجلطات بناء على توصية الطبيب، ولا يسمح بإعطائه للأطفال، كما أنه غير مخصص للرضع والصغار، فكلمة “بيبي” تعني أن جرعة الأسبرين في الحبة الدوائية منخفضة، ولا تعني إطلاقا أنه يعطى للرضع أو الأطفال.
الأسبرين والحمل
لا ينصح باستخدام الأسبرين لعلاج الألم أو الحمى أثناء الحمل. قبل استخدام هذا الدواء، يجب على النساء في سن الإنجاب التحدث مع الطبيب حول الفوائد والمخاطر، أخبري طبيبك إذا كنت حاملا أو تخططين للحمل، قد يؤذي هذا الدواء الجنين ويسبب مشاكل في المخاض/الولادة الطبيعية.
الأسبرين والرضاعة
يمر الأسبرين في حليب الثدي، وعند استخدامه بكميات كبيرة (مثل علاج الألم أو الحمى) فقد يضر الرضيع والرضاعة الطبيعية؛ استشيري طبيبك قبل الإرضاع من الثدي.
أضرار الأسبرين
تشمل الأعراض الجانبية للأسبرين:
- الاضطراب في المعدة
- الحرقة
- النزيف أو ظهور كدمات
إذا استمرت أي من هذه الآثار أو ساءت، أخبر طبيبك أو الصيدلي على الفور.
علامات خطيرة للأسبرين
أخبر طبيبك على الفور إذا كان لديك أي آثار جانبية خطيرة كالآتية:
- غثيان
- قيء شديد أو لا يتوقف
- سهولة حدوث كدمات
- صعوبة في السمع
- رنين في الأذنين
- علامات مشاكل في الكلى (مثل التغير في كمية من البول)
- إرهاق غير مبرر
- دوار
- بول داكن
- اصفرار العينين أو الجلد
- ألم شديد في المعدة أو لا يختفي
- براز أسود
- قيء يشبه القهوة
- صعوبة في التحدث
- ضعف في جانب من الجسم
- تغيرات مفاجئة في الرؤية أو صداع شديد
- تضخم في الغدد الليمفاوية
- طفح جلدي
- حكة
- تورم خاصة في الوجه أو اللسان أو الحلق
- صعوبة في التنفس
أنواع الأسبرين
يأتي الأسبرين في جرعات مختلفة، مثل:
حبوب عيار
- 81 ملغ
- 325 ملغ
- 500 ملغ
قرص قابل للمضغ عيار
- 75 ملغ
- 81 ملغ
قرص معوي مغلف (Tablet, enteric-coated)
- 81 ملغ
- 162 ملغ
- 325 ملغ
- 650 ملغ
تستخدم الجرعات العالية من الأسبرين -عادة 300 ملغ- لتخفيف الألم وتقليل الحمى والتورم والصداع والصداع النصفي ووجع الأسنان وآلام الدورة الشهرية والرشح والبرد.
كما يمكن تعاطي جرعات منخفضة من الأسبرين “بيبي أسبرين” -عادة 75 ملغ- بوصفه مضادا للصفائح الدموية، أي إنه يجعل الدم أقل لزوجة وقابلية للتجلط، وذلك بناء على مشورة الطبيب لبعض المرضى مثل الذين تعرضوا لنوبة قلبية أو ذبحة صدرية أو سكتة دماغية.
طريقة إيقاف الأسبرين
إذا كنت تتناول الأسبرين لتمييع للدم، فلا توقفه فجأة من دون استشارة الطبيب.
لا تتوقف عن تناول الأسبرين فجأة، إذ يمكن أن يخلق تأثيرا مرتدا قد يؤدي إلى نوبة قلبية، خاصة إذا كنت قد عانيت بالفعل من قبل. وقد وجدت دراسة سويدية عام 2017، نشرت في مجلة “سيركوليشن” (Circulation)، أن التوقف عن تناول الأسبرين اليومي زاد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 37%.
الأسبرين قد يقلل انتشار السرطان
وكانت توصلت مراجعة بحثية نشرت عام 2022 إلى أن الأسبرين قد يزيد مدة بقاء مرضى السرطان على قيد الحياة، ويرتبط بتقليل انتشار النقائل (انتقال السرطان إلى أماكن أخرى) ومضاعفات الأوعية الدموية لأنواع مختلفة من السرطان.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كارديف في المملكة المتحدة، ونشرت في مجلة “أوبن بيولوجي” (Open Biology).
وقال الباحثون إن تطوير عقاقير جديدة لعلاج السرطان أمر مكلف ويستغرق وقتا طويلا، كما أن معظم الأدوية التي تجتاز الاختبارات المعملية تفشل في التجارب السريرية ولم تتم الموافقة على استخدامها في الممارسة السريرية. ويقود مفهوم “العقاقير القديمة، الحيل الجديدة” (old drug, new tricks) إلى اختبار العديد من الأدوية المعتمدة على أمل توسيع نطاق العلاجات في علم الأورام.
إنزيم الأكسدة الحلقية
وقال الباحثون إن الآلية الأساسية للأسبرين “حمض أسيتيل الساليسيليك” (acetylsalicylic acid) تتمثل في تعطيل “إنزيم الأكسدة الحلقية” (cyclooxygenase enzyme COX) المسؤول عن تكوين دهون الإشارة الرئيسية المعروفة باسم البروستانويد. وفي حين أن هذا مسار مهم في إشارات السرطان، فإن الأدلة الحديثة تسلط الضوء على أهداف إضافية للأسبرين في معالجة تطور السرطان.
وأضافوا أنه ثبت أن الأسبرين يتدخل بشكل مفيد من خلال استهداف الإنزيمات الرئيسية المشاركة في انتشار السرطان.
علاوة على ذلك، تعتمد السرطانات على تولد الأوعية من أجل النمو والانتشار. وفي الدراسات التي أجريت على سرطان القولون البشري وخطوط الخلايا الليمفاوية، ظهر أن الأسبرين له تأثير مباشر على تكوين الأوعية عن طريق تثبيط إنزيم الأكسدة الحلقية الذي يتم التعبير عنه بشكل مفرط في الخلايا السرطانية، وكذلك عن طريق تعديل نشاط “عامل نمو الأوعية الدموية البطانية” (VEGF) بشكل مباشر.
وتشمل الآثار المفيدة الأخرى للأسبرين تحفيز المسارات المؤيدة لموت الخلايا المبرمج وتعزيز إصلاح الحمض النووي بوساطة البروتين “بي 53” (p53).
وبشكل عام، تشير الدراسة إلى أن دور الأسبرين في تنظيم مسارات التمثيل الغذائي المختلفة يجعله خيارا علاجيا قيما وقابلا للتطبيق ومضادا للسرطان. ومع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول استخدام الأسبرين في علاج السرطان، وأيضا البحث حول الآثار الضارة للأسبرين قبل الترويج لاستخدامه في علاج السرطان.